‹ بسم الله الرحمن الرحيم ›
بنت صغيره يحبها والدها وتحبه وكان لها من العمر بين 3 الي 5 سنوات
كانت متعلقه بابيها و كانت تحضر المصلى كل يوم لابيها في وقت الصلاة ليصلي
فخرج ابيها من المدينه التي كان يعيش فيها مع اهله و هي كانت معهم الي ان وصلو الي مكان اسمه العَقر
امر الحاكم الظالم جيشوه بقتلهم
استشهد و ذبح ابيها و عمها و اخوتها في الحرب
و هي لم تعلم بهذا لأنها كانت نائمه و اخذوها مع النساء اسيره مع الاسيرات
أثناء مسير قافلة السبايا بعد أن غابت الشمس، توقفت القافلة قليلاً، وحين أرادوا اكمال المسير
فاخذت العمه بتفقد الأطفال، وتتأكد من عدم فقدان أحدهم
فأخذت تتفقدهم واحداً واحداً فاكتشفت فقدان الطفلة فأخبرتهم بذالك
وحين توجهوا وجدوا الطفلة نائمة تحت فيء نخلة بعد أن أتعبها السير المتواصل، فجاءها أحد الجنود و أيقظها برفسةٍ من رجله ثم ضربها بسوطه، وبعد أن عاد بها احتضنتها عمتها ومسحت دموعها، وعند ذلك اكملو المسير
الي ان وضعهم الحاكم الظالم في خرابة
وأثناء الأسـر... قامت بما هي معتادة عليه من إعداد السجادة لوالدها وقت الصلاة..
وانتظرته كثيراً دون جدوى.. فظلت تسأل عنه وهي تبكي.. و نساء في حيرة بما يخبرنها ؟؟؟!!!
وكانوا يقولون لها ان اباك في السفر ( يقصدون سفر الاخره)،
استمرت في البكاء ليلها ونهارها لفراق ابيها
فرأت اباها ليله في منامها ولما استيقظت اخذت في البكاء الشديد، وهي تقول ائتوني بوالدي وقره عيني وكلما ارادو النساء اسكاتها ازدادت حزنا وبكاءا
ولبكائها زاد وكثر وطال حزن اهلها فاخذوا في البكاء الشديد وقام الصياح و أرتفع العويل ،
فسمع الخسيس الحاكم الظالم صيحتهم وبكائهم، فقال ::
ما الخبر؟
قيل له: ان البنت الصغيره الموجوده مع السبايا في الخربه،رات اباها في منامها ،فاستيقظت وهي تطلبه وتبكي وتصيح، فلما سمع الخسيس بذلك
قال :
ارفعوا اليها راس ابيها وضعوه بين يديها تتسلى به
!!!!!
فاتوا بالراس ابيها في طبق مغطى بمنديل ووضعوه بين يديها فقالت :
ماهذا ؟
انا لم اطلب طعاما اني اريد ابي ...
فقالوا :
هنا ابوكِ، فرفعت المنديل فرات راسا فقالت :
ماهذا الراس ؟
قالوا: هذا راس ابيك
فرفعت الراس وضمته الى صدرها وقالت :
يا ابتاه من الذي خضبك بدمائك؟
يا ابتاه من ذا الذي قطع وريدك ؟
يا ابتاه من الذي ايتمني على صغر سني، يا ابتاه من للعيون الباكيات، يا ابتاه من للضائعات الغريبات، يا ابتاه من للشعور المنشورات،
يا ابتاه من لي بعدك واخيبتاه من بعدك وا غربتاه، ليتني كنت لك الفداء،
يا ابتاه ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء، يا ابتاه ليتني توسدت التراب ولم ارا شيبك مخضبا بالدماء..
ثم وضعت فمها على فم ابيها الشهيد وبكت حتى غشي عليها
و اذا عمتها ترفع اليتيمه من على راس والدها فلما حركتها وجدتها فارقت الحياااه
ماااااااااااااااااااااااااااااااتت
فارتفع اصوات اهلها بالبكاء وتجدد العزاء.. فدفنت وكفنت في مكان وفاتها
دفنت في الخربه و قبرها الان موجود هناك
قبر عتيق لجثمان طاهر وجسد صغير يجثو بسلام في تلك المدينة العتيقة التي تسلّقها الزمن فأوصلها إلى بوابة العالم،
يمثل رمزاً من رموز الحق في صراعه الأبدي ضد الباطل